وجاء في نصّ البيان:
"بالرغم من الحرب الاستنزافية التي أودت بحياة الآلاف من السوريين وشردت الملايين منهم، وبالرغم من تحول سوريا إلى ساحة صراع دولي وتقسمت إلى مناطق نفوذ نتيجة السياسات التعسفية التي اتبعتها النظام السوري، إلا أنه ومع الأسف لم يتم استخراج الدروس الكافية منها ومازال هناك إصرار في هذا النهج الذي لا يأتي للسوريين سوى تمزقاً وتشتتاً أكثر.
لقد كانت الأحزاب الكردية وعلى رأسها حزب الاتحاد الديمقراطي منذ بداية 2011 من أكثر القوى السياسية التي طالبت بالحل السوري- السوري وتبنت مبدأ التعايش السلمي ولغة الحوار. إنها كانت وماتزال ضد أي تدخل خارجي سواء أكان إقليمي أم دولي في القضايا السورية.
لكن الحكومة السورية استمرت في سياستها القمعية والنمطية وتهربت من الحلول السياسية والديمقراطية لتتحول سوريا نتيجة ذلك إلى ساحة حرب للقوى الإرهابية والقوى الدولية. إننا دافعنا عن أرضنا وكرامتنا واستخدمنا حقنا المشروع في حماية أنفسنا من كل هجوم.
إننا قاومنا وقدمنا الآلاف من الشهداء في سبيل العيش بحرية وكرامة، وهذه المقاومة هزت العالم وفتحت الطريق أمام تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.
كان من الأجدى أن تقوم الحكومة السورية بحماية مواطنيها وأرضها من التنظيمات المتطرفة وأن تلتحم مع قوة الشعوب السورية من أجل تحقيق ذلك، لكن التزمت الصمت ووقفت موقف المتفرج في حين كنا نتعرض للإبادة على يد داعش. كان من الواجب أن تقدم الحكومة السورية وسام الشرف لكل من قوات سوريا الديمقراطية والقوى السياسية في شمال وشرق سوريا على ما حققوه من بطولات ضد الأعداء. امتزج دماء أبناء وبنات الكرد، العرب، السريان- الاشور والتركمان لتتحول إلى نموذج لسوريا الجديدة. لكن نرى وبالعكس تماماً يقوم النظام السوري باتهام أكثر القوى وطنية وديمقراطية بالعمالة.
إن هذا الخطاب الشوفيني والذي كان السبب الرئيسي فيما آلت سوريا إليه، لا يخدم الوحدة السورية، لا يخدم الحل السوري بل بالعكس تماماً إنه يخدم أعداء سوريا ويخدم التدخل الخارجي ويرسخ حالة التمزق الذي نعيشه. لغة التخوين هذه دمرت سوريا وجعلتها تفقد سيادتها وكرامتها.
إننا كحزب الاتحاد الديمقراطي التزمنا الخط الثالث ونهج الأمة الديمقراطية كمبدأ وكاستراتيجية في مسيرتنا، إننا اعتمدنا ومازلنا نعتمد على قوة شعبنا وعلى إرادة قواتنا البطلة. إطلاق الاتهامات من قبل رئيس الحكومة السورية لن يلين عزيمتنا في الإصرار والسير على هذا النهج.
على هذا الأساس ندعو كل السوريين وكل القوى السياسية بما فيها الحكومة السورية بترك كل الممارسات والخطابات التي تضعف من وحدتنا ضد الاحتلال التركي وضد التدخل الخارجي. وأن نعمل معاً من أجل تحقيق حل ديمقراطي عادل".